وعقد قران قلبي علي قلبه

على غفلةٍ من الليل .. استرق البدر قبُلة من فم السمآء ..
ليُحييه الكون ويزداد .. البدر .. ضياء ..
والسماء ازدادت رحابتها عُمقاً .. و نجمها أفلَ إستحيآء
و على عجل ضجِرت السماء .. من حالة فوضى عمت الأرجاء
ونحو جنوبها الغربي .. أمرت نجمها الأكبر وهمست برجاء ..
فسطعت نجومها .. ليبقى الشمال بسطوة رخاء ..
ليلتها .. لم تكن منفردة .. للسماء ..
ولا لبدر في سمائها ازدان وأضاء ..
فـ تلك الفوضى لم تكن سوى .. مُماثلة لقلبين بالأرض سطعآ ..
بدرٌ في كبد السماء ..
و آخر بلُجةٍ من جوهرٍ ينعمُ كل مساء ..
وعلى ضفاف نوفمبر .. كان للحب فتنةُ لقاء
كلمة ونظرة وبسمة .. على استحياء
اسقطت البدر في قلبٍ من حُبِ الرجال نجى
وحرفٌ وشغفٌ وفتنة عمت الأرجاء سلبت النساء سحرٌ من كيدهن أُستُثنى
فـ فاضت القلوب .. وأصبحت صماء ..
و أغصان الشوق .. استطالت دون انحناء
فأثمرت سنابل من حبٍ .. وعطاء
و تلاواة وجدٍ ..تنامت بسخاء
و أصبح الإحساس ممتد دون إنقضاء
والبسمة .. كانت فيضٌ من صمود صحراء
النبضةُ .. هنا .. وصداها في جنباته يختالُ كبرياء
والجسدُ .. هناك .. والروح .. في جنباته تزداد خيلاء ..
وفي تلك الليلة .. فرغ الصبر من وطن القلبين بلا استثناء
واصبح الصمت لظى من جهنم يقتاتُ فناء
وسطوة .. الشوق .. تعلو في كل الأنحاء
حينها .. لم يبقى لأي شيءٍ سوى الإكتفاء ..
فـ الطريق طويل .. وزئير الوقت .. أنهك أسماع اللقاء
وحان الرحيل .. ليبقى في الوجد وسام ذكرى لن يُطوى
وحينها .. بحثتُ عن قلبي لم أجده .. ليقرع طبول الإنحناء ..
لينحني لحبه زمناً .. وللقدر عمراً ..وللصمت سواء
فعم الظلام .. وسادت هيبة السواد كعادته بالأحشاء
وقلبي مازال مفقود وبمنفى الحسرة سيجثو بوفآء
أندُب حظي وقلبي .. وفي ناصية المكآن ترفٌ وغناء
وإذا بقلبه وقلبي يُمزقآن جدار الصمت بإستعلاء
و يقتربآن من بعض رغماً عن مسافات العناء
خطواتي أصبحت تتجه إلى سدرة الهوى
وحين ارتأته عيناي .. استحث شغفي الخُطى
سرت في زحام المكان وقد غشي المحآل بصيرة المساء
سرت حتى طوقته عنوة .. خوف أجراس القضاء
بـ شاهدٍ أول أستوطن الجسد رعشةً واتكآء
وشاهدٍ آخر أستعمر الجسد لهفةً دون اكتفاء
وفي كل ركن منا يسكن شاهد .. ان اردتم دليل احتواء
وعُقِد قران قلبي على قلبه بإذن رب السماء
وبـ شهادة ميلاد تحمل اسمه ..أنجبت حُلُمي بـ علياء
فـ ألبسته قلبي خاتم عشقٍ و إجلال وثنآء ..
وألبسني قلبه تاج حبٍ واستثناء
لينتهي ذاك المساءُ .. إبتداء
و ما زلتُ بين يديه أراقص أنفاسه نشوةً و أُطارحها إرتواء

سقطت مغشية ..