جدادبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أبدى المدرب البرازيلي
زيكو، المدير الفني للمنتخب العراقي، تفاؤلا واضحا بشأن تأهل فريقه
لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، قائلا إن "الفريق لا يقل مستوى عن
بقية المنتخبات المرشحة للتأهل."
وأضاف زيكو في مقابلة مع CNN بالعربية، أن "اتفاقه مع الاتحاد العراقي
كان واضحا من البداية بضرورة وصول المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، وإنه
نجح في مهمته حتى الآن، برغم كل الصعوبات التي واجهته."
وتاليا نص الحوار المقابلة:
كيف ترى فرص العراق في التأهل لنهائيات كأس العالم؟
متفائل جدا بصعود العراق إلى نهائيات كأس العالم 2014، وأريد أن أحقق
ذلك وسأسعى إليه، وأتمنى أن يتأهل العراق مباشرة دون الدخول في مباريات
الملحق.
هل هذا مجرد تفاؤل وأمل؟
أعتقد أن المنتخب العراقي هو أحد أفضل الفرق المنافسة على بطاقات
التأهل، وأن الفرق الأخرى تحترمه وتخشاه، فالعراق فريق قوي حسب ما شاهد
الجمهور وسنفرض ذلك في التصفيات النهائية، لأنه منتخب لا يقل عن منتخبات
اليابان وكوريا الجنوبية، رغم إنها فرق منظمة وتملك خبرة كبيرة، لكن ليست
أفضل من العراق تكتيكيا وفنيا.
ما هو الاختلاف بين العراق وبين بقية المنتخبات المرشحة للتأهل؟
اختلاف تلك المنتخبات عن العراق يتمثل في إنها تمتلك قاعدة قوية وأساسا
جيدا، وأقصد بذلك الإدارة والملاعب والمعسكرات التدريبية، ولا تواجه أي
مشاكل إدارية لأنها تتعامل باحترافية مع إدارة منتخباتها وتوفر جميع الأمور
التي يطلبها الجهاز التدريبي، تلك الأمور تعطي مدربي هذه المنتخبات
الاستقرار والراحة والتركيز على أمور فنية دقيقة، أما العراق فمازال في أول
المشوار من هذه الناحية، برغم أن هناك طلبات كثيرة توفرت لي حينما طلبتها
وإن كانت هناك أشياء أخرى تعذر توفيرها، مستقبل العراق كبير، وفي حالة
التأهل إلى كأس العالم سيستفيد حتما في سد العديد من هذه الثغرات.
أين سيلعب العراق مبارياته في التصفيات النهائية؟
أتمنى أن تكون مباريات الذهاب في العراق، لأننا نريد أن يكون الجمهور
العراقي خلفنا ومعنا يؤازرنا في هذه المهمة، ولكن القرار يعود إلى الإتحاد
العراقي لكرة القدم الذي يتوجب عليه إقناع الإتحاد الدولي لكرة القدم "
الفيفا " وأخذ موافقته على اللعب في بغداد، وقد وضعت عددا من البدائل
المناسبة فيما إذا فرض علينا أن نلعب مبارياتنا خارج العراق، وأن كانت
الأمارات هي الأقرب.
ما هي أهم ما يميز المنتخب العراقي من وجهة نظرك؟
اللاعب العراقي لديه سهولة تقبل للمعلومة ورغبته في الفهم والتعلم
وقدرته على الاستماع، وبالتالي إمكانية تطبيق أفكار المدرب والعمل بالخطط
الموضوعة، وهذا الأمر ساعدني كثيرا في نقل أفكاري إلى اللاعبين وبالتالي
سهولة تطبيقها، بالإضافة إلى الروح العالية والقوة البدنية والعزيمة
والإصرار.
أما أهم ما أراه في اللاعب العراقي هو الشجاعة التي نادرا ما
تجدها في الكثير من المنتخبات العالمية، وهو أمر يساعد على بناء الفريق
نفسيا ويحول دون انهياره في حالات التراجع أو الخسارة، حيث كثيرا ما تصاب
الفرق بالإحباط واليأس عند تأخرها بهدف في بداية المباراة، وهو شعور مدمر
لكل فريق ويقف حائلا بينه وبين خطة أي مدرب، ولكننا وبهذه الصفات التي
يتحلى بها أعضاء المنتخب العراقي استطعنا تحدي فرق كبيرة في تصفيات المرحلة
الثالثة، ومواصلة الانتصارات دون أن نفقد العزيمة، بعكس ما حدث لبعض الفرق
الأخرى التي فقدت الرغبة في الاستمرارية.
ما هو المطلوب للمنتخب العراقي؟
العراق يمتلك قاعدة رياضية عريضة وواسعة ونجوم كبار وأسماء عديدة
واهتمام شعبي ورسمي بكرة القدم، وبإمكان العراق أن يكون في القمة وهو أمر
لم يتحقق بعد، فالعراق بحاجة إلى الخروج من إطار المحلية والإقليمية وعليه
عدم الاكتفاء بسياسة الاحتكاك مع الفرق الأسيوية فقط، بل مطلوب منه التوجه
إلى العالمية ومقابلة الفرق الكبيرة والقوية، لأن مثل هذا الاحتكاك سيساهم
في تطوير المنتخب ويوفر له الخبرة التي يحتاجها كل فريق يواجه المنتخبات
القوية، وأن افتقاد العراقيين لمثل هذا الاحتكاك سيؤشر سلبا على أدائه
مستقبلا.
وماذا تحتاج الكرة العراقية بصفة عامة؟
العراق يحتاج إلى أسماء تدريبية جيدة لتدريب منتخباته وصناعة المدربين
وتطويرهم، لأن العقل التدريبي مهم في كرة القدم وفي جميع مراحل اللعبة
والمدرب الجيد هو الذي يضع خارطة طريق لكل فريق، وهو الذي يرسم الإطار
العام ويضع الخطوط العريضة التي يتوجب على كل منتخب العمل بها وفق متغيرات
كل ظرف، وهناك أمور أخرى مهمة يجب التطرق إليها ومناقشتها، ولكن وبسبب ظروف
المنتخب العراقي وهو على أعتاب مرحلة تاريخية فمن الأفضل عدم التطرق إليها
حاليا وتأجيلها لما بعد الانتهاء من مهمة المنتخب العراقي في تصفيات كأس
العالم.
ما هو برنامج إعداد المنتخب العراقي للتصفيات النهائية لمونديال البرازيل؟
بعد الانتهاء من مباراة منتخب مصر في دبي، سنبدأ مرحلة جديدة في منتصف
شهر مايو/أيار المقبل، بمعسكر أوربي قد يكون في تركيا، وسيلعب الفريق
مجموعة من المباريات التجريبية، وسيستمر المعسكر لمدة أسبوعين لتهيئة
المنتخب للتصفيات النهائية التي ستبدأ يوم 3 يونيو/حزيران المقبل مع الأردن
بعمان، وبدأنا بالفعل في دراسة المنتخبات التي سنواجهها ومتابعتها بشكل
دقيق، وسأركز على تطوير مهارات اللاعبين وأدائهم الفردي والجماعي، فأنا
أريد أن يكون أمامي فريق متكامل يضم 23 لاعبا جاهزين للحدث ومستعدين
لمواجهة جميع الاحتمالات والظروف.
ألا يقلقك عدم تفرغ اللاعبين للمنتخب في الفترة المقبلة؟
من الصعب جدا تحرير اللاعبين للمنتخب العراقي بالكامل كما كان يحدث في
السابق، لأن الأندية مرتبطة بعقود مع هؤلاء اللاعبين وتريد الاستفادة منهم
وهذا حقهم، برغم أن التفرغ يعطيني فرصة كبيرة للعمل مع اللاعبين، ولكن هذا
غير ممكن ويجب أن نتجاوزه ونجد طريقة مقنعة للجميع.
البعض يتحدث عن ارتفاع متوسط أعمار لاعبي المنتخب؟
لا أنظر لعمر اللاعب بقدر النظر إلى عطائه، من ينفذ ويلتزم بالخطط التي
أضعها ويخدم المنتخب العراقي، بصرف النظر عن عمره لأن كرة القدم لا تعترف
إلا بالعطاء والجهد.
ألم تكن هناك فرصة لإشراك لاعبين شبان؟
استدعاء لاعبين أعمارهم صغيرة قد لا يخدمون الفريق، وإشراكهم قد يسبب
كوارث تاريخية لا نريدها، نحن نريد الوصول إلى كأس العالم، ولن أغامر أو
أجازف في هذه المرحلة، أريد فوزا حاسما للعراق في المباريات القادمة ولا
أريد أي أخطاء قد تؤدي إلى فشل مهمتي.
تصور إننا كنا نحتاج إلى الفوز في
جميع مبارياتنا في الدور الثالث من تصفيات كأس العالم بما فيها المباراة
الأخيرة لنضمن صدارة فرق المجموعة وتحسين موقعنا في التصنيف العام، فهل من
المعقول أن أجازف بإشراك لاعبين غير مهيئين لهذه المهمة؟ وعندما حاولت
الوقوف على بعض اللاعبين البدلاء في مباريات الدورة العربية ومباراة لبنان
التجريبية قامت الدنيا ولم تقعد، مهمتي الأساسية هي وصول العراق لكاس
العالم وأخطط لهذه المهمة كما أراه مناسبا وليس كما يريده البعض، وأمامي
هدف الوصول لكأس العالم.
معنى ذلك إنه لا توجد فرص لأسماء جديدة؟
ما دامت الفرص متوفرة والأبواب مفتوحة ومتى اقتنعت بلاعب فأني حتما
سأقوم باستدعائه إلى المنتخب، لقد تابعنا الدوري والمنتخب الأولمبي وغيرها
بحثا عن لاعبين جدد، ولكن المجموعة الحالية تمثل القوام الرئيسي للمنتخب،
وربما تكون هناك أسماء أخرى نتابعها في الوقت الحاضر، لكن أنا مستقر بشكل
كبير على المجموعة الحالية.
ولكن اتفاقك مع الاتحاد العراقي كان بناء فريق جديد؟
لم يكن اتفاقي مع الاتحاد على بناء فريق جديد، بل تأهل المنتخب العراقي
لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وبالتالي فإني اعتمدت على اللاعبين
أصحاب الخبرة.
هل توصلت للتشكيلة النهائية للمنتخب؟
بشكل عام أنا مستقر على التشكيلة النهائية للمنتخب العراقي، والمجموعة الحالية هي التي ستمثل المنتخب في التصفيات القادمة.
ما هو مستقبلك مع العراق؟
لا أريد أن أخوض أو أفكر بأمور أبعد من تأهل العراق إلى نهائيات كأس
العالم، وأريد أن أركز على هذه المهمة، وبعدها سيكون لنا كلام حول مستقبلي
مع العراق، أنا سعيد بمهمتي وبارتباطي مع العراق.
ماذا تقول للعراقيين؟
ساندنا الجمهور العراقي بكل ما أمكن منذ اليوم الأول لاستلامي هذه
المهمة، لاحظت ذلك بشكل مباشر من خلال لقائي مع العراقيين أو متابعتي لما
يكتب من نقد وتعليقات، وأمامنا مهمة شاقة نحتاج إلى وقوف ومساندة الجمهور
العراقي الذي عرفت عنه وفائه لمنتخبه رغم العديد من الإخفاقات، هدفنا مشترك
وواضح، نريد أن يتأهل العراق لكأس العالم، بعد أن حرم منه طويلا وستكون
مهمتي هي إعداد الفريق فنيا لهذه المهمة، نريد المساندة الجماهيرية لتقف مع
اللاعبين والمنتخب في مبارياته، كما نريد الابتعاد عن أي شيء قد يكون له
دور سلبي على المنتخب، أمامنا ثمانية مباريات مهمة وكبيرة وذات طابع مختلف،
أعدكم بأن المنتخب العراقي سيكون مؤهلا لهذا الحدث.